من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب ( الرعد : ٤١)
ويتكرر معني هذه الآية الكريمة مرة أخري في سورة الأنبياء والتي يقول فيها ربنا ( تبارك وتعالي ) : بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتي طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون.
( الأنبياء : ٤٤)
ثم تختتم سورة الرعد بالحديث عن مكر الأمم السابقة الذي لم يضر المؤمنين شيئا لأن لله ( تعالي ) المكر جميعا، وأن له ( سبحانه وتعالي ) عقبي الدار، كما تتحدث عن إنكار الكافرين لبعثة المصطفي ( صلي الله عليه وسلم )، وتأتي الآيات، مؤكدة أن الله تعالي يشهد له بالنبوة والرسالة وكذلك كل من عنده علم من رسالات الله السابقة لوجود ذكره ( صلي الله عليه وسلم ) في الآيات التي لم تحرف من بقايا كتبهم.
وهنا يبرز التساؤل المنطقي : ما هو معني إنقاص الأرض من أطرافها في هاتين الايتين الكريمتين؟ وما هو مغزي دلالتها العلمية والمعنوية؟ وقبل الخوض في ذلك لابد من استعراض سريع لشروح المفسرين.
شروح المفسرين لمعني إنقاص الأرض من أطرافها
في تفسير قول الحق ( تبارك وتعالي ) : أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ذكر ابن كثير قول ابن عباس ( رضي الله عنهما ) : أو لم يروا أنا نفتح لمحمد صلي الله عليه وسلم الأرض بعد الأرض، وقوله في مقام آخر : انقاصها من اطرافها هو خرابها بموت علمائها، وفقهائها، وأهل الخير منها
وقال ابن كثير : والقول الأول أولي، وهو ظهور الاسلام علي الشرك قرية بعد قرية، كقوله تعالي :( ولقد أهلكنا ما حولكم من القري ) الآية، وأشار الي أن هذا هو اختيار ابن جرير.
كذلك ذكر ابن كثير قول كل من مجاهد وعكرمة : إنقاص الأرض من أطرافها معناه خرابها، أو هو موت علمائها، وقول كل من الحسن والضحاك : هو ظهور المسلمين علي المشركين، كما قالا : هو نقصان الأنفس والثمرات، وخراب


الصفحة التالية
Icon