محاولة متكررة لتسوية سطحها، وهي سنة دائبة من سنن الله في الأرض، فإذا بدأنا بمنطقة مرتفعة ولكنها مستوية يغشاها مناخ رطب، فإن مياه الأمطار سوف تتجمع في منخفضات المنطقة علي هيئة عدد من البحيرات والبرك. حتي يتكون نظام صرف مائي جيد، وعندما تجري الأنهار فإنها تنحر مجاريها في صخور المنطقة حتي تقترب من المستوي الأدني للتحات فتسحب كل مياه البحيرات والبرك التي تمر بها، وكلما زاد النحر إلي أسفل نزايدات التضاريس تشكلا وبروزا، وعندما تصل بعض المجاري المائية إلي المستوي الأدني للتحات فإنها تبدأ في النحر الجانبي لمجاريها بدلا من النحر الرأسي فيتم بذلك التسوية الكاملة لتضاريس المنطقة علي هيئة سهول مستوية ( أو سهوب ) تتعرج فيها الأنهار، وتتسع مجاريها، وتضعف سرعات جريها. وقدراتها علي النحر، وبعد الوصول إلي هذا المستوي أو الاقتراب منه يتكرر رفع المنطقة وتعود الدورة إلي صورتها الأولي، وتعتبر هذه الدورة ( التي تعرف باسم دورة التسهيب ) صورة من صور إنقاص الأرض من أطرافها، وينخفض منسوب قارة أمريكا الشمالية بهذه العملية بمعدل يصل إلي ٠، ٠٣ ـمم في السنة حتي يغمرها البحر إن شاء الله.
( ب ) إنقاص الأرض من أطرافها بمعني طغيان مياه البحار والمحيطات علي اليابسة وإنقاصها من أطرافها :
من الثابت علميا أن الأرض قد بدأت منذ القدم بمحيط غامر، ثم بتحرك ألواح الغلاف الصخري الابتدائي للأرض وبدأت جزر بركانية عديدة في التكون في قلب هذا المحيط الغامر، وبتصادم تلك الجزر تكونت القارة الأم التي تفتت بعد ذلك إلي العدد الراهن من القارات، وتبادل الأدوار بين اليابسة والماء هو سنة أرضية تعرف باسم دورة التبادل بين المحيطات والقارات
وتحول أجزاء من اليابسة إلي بحار ـ والتي من نماذجها المعاصرة كل من البحر الأحمر، وخليج كاليفورنيا، هو صورة من صور انقاص الأرض من أطرافها، ليس هذا فقط


الصفحة التالية
Icon