بل أن من الثابت علميا أن غالبية الماء العذب علي اليابسة محجوز علي هيئة تتابعات هائلة من الجليد فوق قطبي الأرض، وفي قمم الجبال، يصل سمكها في القطب الجنوبي إلي أربعة كيلو مترات، ويقترب من هذا السمك قليلا في القطب الشمالي (٣٨٠٠ متر )، وانصهار هذا السمك الهائل من الجليد سوف يؤدي الي رفع منسوب المياه في البحار والمحيطات لأكثر من مائة متر، وقد بدأت بوادر هذا الانصهار، وإذا تم ذلك فإنه سوف يغرق أغلب مساحات اليابسة ذات التضاريس المنبسطة حول البحار والمحيطات وهي صورة من صور انقاص الأرض من أطرافها، وفي ظل التلوث البيئي الذي يعم الأرض اليوم، والذي يؤدي إلي رفع درجة حرارة نطاق المناخ المحيط بالأرض بإستمرار بات انصهار هذا السمك الهائل من الجليد أمرا محتملا، وقد حدث ذلك مرات عديدة في تاريخ الأرض الطويل الذي تردد بين دورات يزحف فيها الجليد من أحد قطبي الأرض أو منهما معا في اتجاه خط الاستواء، وفترات ينصهر فيها الجليد فيؤدي إلي رفع منسوب المياه في البحار
والمحيطات وفي كلتا الحالتين تتعرض حواف القارات للتعرية بواسطة مياه البحار والمحيطات فتؤدي إلي انقاص الأرض ( أي اليابسة ) من أطرافها، وذلك لأن مياه كل من البحار والمحيطات دائمة الحركة بفعل دوران الأرض حول محورها، وباختلاف كل من درجات الحرارة والضغط الجوي، ونسب الملوحة من منطقة إلي أخري، وتؤدي حركة المياه في البحار والمحيطات ( من مثل التيارات المائية، وعمليات المد والجزر، والأمواج السطحية والعميقة ) إلي ظاهرة التآكل ( التحات ) البحري وهو الفعل الهدمي لصخور الشواطيء وهو من عوامل انقاص الأرض ( اليابسة ) من أطرافها.
ثالثا : في اطار دلالة لفظ الأرض علي التربة التي تغطي صخور اليابسة :
( أ ) انقاص الأرض من أطرافها بمعني التصحر :
أي زحف الصحراء علي المناطق الخضراء وانحسار التربة الصالحة للزراعة في