أي اجعل مكة شرفها اللّه من جملة البلاد الآمنة التي يأمن أهلها فيها على أنفسهم وأموالهم "وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ" ٣٥ أدخل نفسه عليه السلام مع أنه معصوم من عبادتها لزيادة التثبت وإظهار عجزه لربه وإعلاما بأنه لا يقدر أحد علي حفظ نفسه إلا يحفظ اللّه تعالى، وفيه تعليم للغير بالتبرّي من الاعتماد على النفس، وقد أجاب اللّه دعاءه لبنيه من صلبه إذ ثبت أن أحدا منهم لم يعبد صنما ما، وكذلك أولادهم الموجودون في زمانهم.
واعلم أن عجز هذه الآية يفيد أن من


الصفحة التالية
Icon