"لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ" الدنيا لا يظلمها وينقصها "إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ" ٥١ يحاسب الخلق كلهم، واحد محاسبة رجل واحد بالنسبة لنا، وإلا فهو أقل من ذلك "هذا" ؟ ؟ لما ذكر من قوله فلا تحسبنّ إلى هنا "بَلاغٌ" إخطار وإنذار من اللّه ؟ ؟ إلى خلقه ليتعظوا به ويتدبروا عاقبة أمرهم فيقلعوا عما هم عليه مما لا يرضاه اللّه يزيدوا مما يرضاه، وهو كاف للتذكير وللتحذير والتيقظ "لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ" بعدهم ومن معهم فيخوفوهم ويهددوهم "وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ" الإله المعبود، القادر على ذلك كله المحيي الميت هو "إِلهٌ واحِدٌ" لا شريك له ولا شبيه مثيل ولا ند ولا ضد ولا معاون ولا وزير، المنفرد بالأمر بلا ممانع ولا الأرض "وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ" ٥٢ الصحيحة والعقول السليمة في هذا ؟ ؟ الإلهي الذي هو عبر وعظات وذكرى ما وراءها وراء ليعظوا بها ويتعظوا، يرشدوا ويرشدوا.
واعلم أن هذه الجملة لم تختم بها غير هذه السورة، بما يدل أنها أكبر عظة لمن يتذكر.
هذا واللّه أعلم، وأستغفر اللّه، ولا حول ولا إلا باللّه العلي العظيم، وصلّى اللّه وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه واتباعه أن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والحمد للّه رب العالمين. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ٤ صـ ٢٧١ ـ ٢٩٣﴾


الصفحة التالية
Icon