في يوم عاصف (جائز) على استئناف ما بعده وعاصف على تقدير عاصف ريحه ثم حذف ريحه وجعلت الصفة لليوم مجازاً والمعنى أنَّ الكفار لا ينتفعون بأعمالهم التي عملوها في الدنيا إذا احتاجوا إليها في الآخرة لإشراكهم بالله وإنَّما هي كرماد ذهبت به ريح شديدة الهبوب فمزقته في أقطار الأرض لا يقدرون على جمع شيء منه فكذلك الكفار قاله الكواشي
على شيء (كاف)
البعيد (تام)
بالحق (حسن) للابتداء بالشرط ومثله جديد
وما ذلك على الله بعزيز (أحسن منهما) لأنَّ به تمام الكلام
تبعاً (حسن) للابتداء بالاستفهام
ومن شيء ولهديناكم وأم صبرنا كلها وقوف حسان
من محيص (تام) لما فرغ من محاورة الأتباع لرؤسائهم الكفرة ذكر محاورة الشيطان وأتباعه من الإنس ولا وقف من قوله وقال الشيطان إلى قوله من قبل لأنَّ ذلك كله داخل في القول لأنها قصة واحدة وقيل يوقف على فأخلفتكم وفاستجبتم لي ولوموا أنفسكم وما أنتم بمصرخيّ للابتداء بإني ولا يقال الابتداء بإني كفرت رضاً بالكفر لأنا نقول دك إذا كان القاريء يعتقد معنى ذلك وليس هو شيأً يعتقده الموحد إنَّما هو حال مقول الشيطان ومن كره الابتداء بقوله إني كفرت يقول نفي الإشراك واجب كالإيمان بالله تعالى وهو اعتقاد نفي شريك الباري وذلك هو حقيقة الإيمان قال الله تعالى فمن كفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى وما في قوله بما أشركتموني يحتمل أن تكون مصدرية ومعنى إني كفرت إني تبرأت اليوم من إشراككم إياي من قبل هذا اليوم في الدنيا ويحتمل أن تكون موصولة والعائد محذوف والتقدير إني كفرت من قبل أي حين أبيت السجود لآدم بالذي أشركتمونيه وهو الله تعالى
من قبل (تام) عند أبي عمرو لأنَّه آخر كلام الشيطان وحكى الله ما سيقوله في ذلك اليوم لطفاً من الله بعباده ليتصوروا ذلك ويطلبوا من الله تعالى النجاة منه ومن كل فتنة وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد وطالما قلد بعض القراء بعضاً ولم يصيبوا حقيقته