وقال الشيخ الصابونى :
سورة إبراهيم
مكية وآياتها اثنتان وخمسون أية
بين يدي السورة
* تناولت السورة الكريمة موضوع العقيدة في أصولها الكبيرة ( الإيمان بالله، الإيمان بالرسالة، والإيمان بالبعث والجزاء) ويكاد يكون محور السورة الرئيسي الرسالة والرسول " فقد تناولت دعوة الرسل الكرام بشيء من التفصيل، وبينت وظيفة الرسول، ووضحت معنى وحدة الرسالات السماوية، فالأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين، جاءوا لتشييد صرح الإيمان، وتعريف الناس بالإله الحق الذي تعنو له الوجوه، وإخراج البشرية من الظلمات إلى النور، فدعوتُهم واحدة، وهدفهم واحد، وإن كان بينهم اختلافْ في الفروع.
* وقد تحدثت السورة عن رسالة موسى عليه السلام، ودعوته لقومه إلى أن يعبدوا الله ويشكروه، وضربت الأمثال بالمكذبين للرسل، من الأمم السابقة كقوم نوح، وعاد، وثمود، ثم تناولت الآيات موضوع الرسل مع أقوامهم على مر العصور والدهور، وحكت ما جرى بينهم من محاورات ومناورات، انتهت بأهلاك الله للظالمين
[ وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا، فأوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين، ولنسكننكم الأرض من بعدهم، ذلك لمن خاف مقامى وخاف وعيد ].
* وتحدثت السورة عن مشهد من مشاهد الآخرة، حيث يلتقي الأشقياء المجرمون، بأتباعهم الضعفاء، وذكرت ما يدور بينهم من حوار طويل، ينتهي بتكدس الجميع في (نار جهنم )، يصطلون سعيرها، فلم ينفع الأتباع تلك اللعنات والشتائم، التي وجهوها إلى الرؤساء، فالكل في السعير، ثم ضربت الآيات، مثلا لكلمة الإيمان، وكلمة الضلال، بالشجرة الطيبة، والشجرة الخبيثة، وختمت السورة ببيان مصير الظالمين، يوم الجزاء والدين.
التسمية :