وقال بيان الحق الغزنوى :
سورة إبراهيم عليه السلام
(الله الذي له ما في السماوات) [٢] رفعه على الاستئناف، وجره -وهو القراءة المعروفة- على البدل، أو على أنه عطف بيان. ولا يجوز الجر على أنه صفة للحميد، لأن [الـ]ـشيء يوصف بما هو أنقص منه وأخص، وهذا الاسم العظيم فوق كل اسم، وبمنزلة الأسماء الأعلام، فلا يصلح وصفاً.
(الذين يستحبون) [٣] يعتاضون ويستبدلون. وقيل: يختارون. (وإذ تأذن ربكم) [٧] أذن وأعلم. والتفعل يجيء بمعنى الإفعال والتفعيل وغيرهما. قال جرير: ٦٣٣- بيض ترببها النعيم وخالطت عيشاً كحاشية الحرير غرير[اً] ٦٣٤- أصبحن عني للمشيب [نوافرا] ولقد يكن إلى حديثي صورا. (فردوا أيديهم في أفواههم) [٩]
أي: عضوا على أيديهم من الغيظ والحزن، والمحزون المغيظ يعض يده. أنشد المبرد: ٦٣٥- لو أن سلمى أبصرت تخددي ودقة في عظم ساقي ويدي ٦٣٦- وبعد أهلي وجفاء عودي عضت من الوجد بأطراف [اليد]. قال الحسن: كأنهم ردوا أيديهم على أفواه الرسل، على طريقة المثل، إما على ردهم قولهم، وعدم استماعهم، وإما لخوفهم منهم.
قال عبد يغوث: ٦٣٧- أقول وقد شدوا لساني بنسعة أمعشرتيم أطلقوا عن لسانيا. وقال عمرو بن معد يكرب -وشبه مثل هذه الحال بإجرار [الفيصل] بالرضاع-: ٦٣٨- فلو أن قومي أنطقتني رماحهم نطقت ولكن الرماح [أجرت]
ويجوز الحمل على كراهيتهم ما قاله الرسل، كما يقال لمن كره استماع شيء: رد يده إلى صماخه، وجعل إصبعه في أذنه، قال الله تعالى: (يجعلون أصابعهم في ءاذانهم) وقال ابن ناعصة الأسدي: ٦٣٩- وحصا المنادح من حماها يرد بها البنان إلى الصماخ ٦٤٠- فقلنا "ها" فأنجدنا قرآها بنعمانا إلى العيش الرخاخ. (من ماء صديد) [١٦] أي: من ماء مثل الصديد، فاختصر، كقولك: [هو] أسد.