" فصل "
قال السيوطى :
﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (١٣) ﴾
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية قال : كانت الرسل والمؤمنون يستضعفهم قومهم ويقهرونهم ويكذبونهم ويدعونهم إلى أن يعودوا في ملتهم، فأبى الله لرسله والمؤمنين أن يعودوا في ملة الكفر، وأمرهم أن يتوكلوا على الله وأمرهم أن يستفتحوا على الجبابرة، ووعدهم أن يسكنهم الأرض من بعدهم، فأنجز الله لهم وعدهم واستَفتحوا كما أمرهم الله أن يستفتحوا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ ولنسكننكم الأرض من بعدهم ﴾ قال : وعدهم النصر في الدنيا، والجنة في الآخرة. فبين الله تعالى من يسكنها من عباده، فقال ﴿ ولمن خاف مقام ربه جنتان ﴾ [ الرحمن : ٤٦ ] وإن لله مقاماً هو قائمه، وإن أهل الإِيمان خافوا ذلك المقام فنصبوا، ودأبوا الليل والنهار.
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لما أنزل الله على نبيه محمد ﷺ ﴿ قوا أنفسكم وأهليكم ناراً ﴾ [ التحريم : ٦ ] تلاها رسول الله ﷺ على أصحابه ذات ليلة، فخر فتى مغشياً عليه، فوضع النبي ﷺ يده على فؤاده، فإذا هو يتحرك، فقال :" يا فتى. قل لا إله إلا الله. فقالها. فبشره بالجنة. فقال أصحابه : يا رسول الله، أمن بيننا؟ قال : أما سمعتم قوله تعالى ﴿ ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ﴾ ".


الصفحة التالية
Icon