وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ ألم تر إِلى الذين بدَّلوا نعمة الله كفراً ﴾
في المشار إِليهم سبعة أقوال :
أحدها : أنهم الأفجران من قريش : بنو أمية، وبنو المغيرة، روي عن عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب.
والثاني : أنهم منافقو قريش، رواه أبو الطُّفيل عن علي.
والثالث : بنو أمية، وبنو المغيرة، ورؤساء أهل بدر الذين ساقوا أهل بدر إِلى بدر، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والرابع : أهل مكة، رواه عطاء عن ابن عباس، وبه قال الضحاك.
والخامس : المشركون من أهل بدر، قاله جاهد، وابن زيد.
والسادس : أنهم الذين قُتلوا ببدر من كفار قريش، قاله سعيد بن جبير، وأبو مالك.
والسابع : أنها عامة في جميع المشركين، قاله الحسن.
قال المفسرون : وتبديلهم نعمة الله كفراً، أن الله أنعم عليهم برسوله، وأسكنهم حَرَمه، فكفروا بالله وبرسوله، ودعَوْا قومهم إِلى الكفر به، فذلك قوله :﴿ وأحلَّوا قومهم دار البوار ﴾ أي : الهلاك.
ثم فسر الدار بقوله :﴿ جهنم يصلونها ﴾ أي : يقاسون حَرَّها ﴿ وبئس القرار ﴾ أي : بئس المقرُّ هي.
قوله تعالى :﴿ وجعلوا لله أنداداً ﴾
قد بينَّاه في سورة [ البقرة : ٢٢ ]، واللام في "ليَضِلُّوا" لام العاقبة، وقد سبق شرحها [ يونس : ٨٨ ]، ومن قرأ "لِيُضِلوا" بضم الياء، أراد : ليُضِلُّوا الناس عن دين الله.
قوله تعالى :﴿ قل تمتعوا ﴾ أي : في حياتكم الدنيا، وهذا وعيد لهم.
قال ابن عباس : لو كان الكافر مريضاً لا ينام، جائعاً لا يأكل ولا يشرب، لكان هذا نعيماً يتمتع به بالقياس إِلى ما يصير إِليه من العذاب، ولو كان المؤمن في أنعم عيش، لكان بؤساً عندما يصير إِليه من نعيم الآخرة. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٤ صـ ﴾