وقال الخازن :
قوله :﴿ ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً ﴾
( خ ) عن ابن عباس في قوله : ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً؟ قال : هم كفار مكة وفي رواية هم والله كفار قريش.
قال عمر : هم قريش ونعمة الله هو محمد ( ﷺ ) ﴿ وأحلوا قومهم دار البوار ﴾ قال البوار : يوم بدر وعن علي قال هم كفار قريش فجروا يوم بدر، وقال عمر بن الخطاب : الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو أمية أما بنو المغيرة فقد كفيتموهم يوم بدر، وأما بنو أمية فقد متعوا إلى حين فقوله بدلوا نعمة الله كفراً معناه أن الله تعالى لما أنعم على قريش بمحمد ( ﷺ ) فأرسله إليهم وأنزل عليه كتابه ليخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان اختاروا الكفر على الإيمان، وغيروا نعمة الله عليهم.
وقيل : يجوز أن يكون بدلوا شكر نعمة الله عليهم كفراً لأنهم لما وجب عليهم الشكر بسبب هذه النعمة أتوا بالكفر فكأنهم غيروا الشكر، وبدلوه بالكفر وأحلوا قومهم، يعني ومن تبعهم على دينهم وكفرهم دار البوار يعني دار الهلاك ثم فسرها بقوله ﴿ جهنم يصلونها وبئس القرار ﴾ يعني المستقر ﴿ وجعلوا لله أنداداً ﴾ يعني أمثالاً وأشباهاً من الأصنام، وليس لله تعالى ند ولا شبيه، ولا مثيل تعالى لله عن الند والتشبيه والمثيل علواً كبيراً ﴿ ليضلوا عن سبيله ﴾ يعني ليضلوا الناس عن طريق الهدى ودين الحق ﴿ قل تمتعوا ﴾ أي قل : يا محمد لهؤلاء الكفار تمتعوا في الدنيا أياماً قلائل ﴿ فإن مصيركم إلى النار ﴾ يعني في الآخرة. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon