وقال القاسمى :
﴿ قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ ﴾
وهو يوم القيامة :﴿ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ ﴾ أي : ليتدارك به التقصير، أو يفتدى به :﴿ وَلاَ خِلاَلٌ ﴾ أي : مخالة. مصدر بمعنى المصاحبة ؛ أي : لا مفاداة فيه ولا خلة أحد بمغنية شيئاً من شفاعة أو مسامحة بمال يفتدي به، كما قال تعالى :﴿ وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ [ البقرة : ١٢٣ ].
قال الزمخشري : فإن قلت : كيف طابق الأمر بالإنفاق وصف اليوم بأنه لا بيع فيه ولا خلال ؟ قلت : من قبل أن الناس يخرجون أموالهم في عقود المعاوضات فيعطون بدلاً ليأخذوا مثله، وفي المكارمات ومهاداة الأصدقاء ليستجروا بهداياهم أمثالها، أو خيراً منها. وأما الإنفاق لوجه الله خالصاً، فلا يفعله إلا المؤمنون الخلص، فبُعثوا عليه ليأخذوا بدله في اليوم :﴿ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ ﴾ أي : لا انتفاع فيه بمبايعة ولا بمخالة ولا بما ينفقون فيه أموالهم من المعاوضات والمكارمات، وإنما ينتفع فيه بالإنفاق لوجه الله. انتهى.