ولقائل أن يقول : لو كان الأمر كذلك لما كان ذلك الاستغفار باطلاً ولو لم يكن لبطل قوله تعالى :﴿إِلاَّ قَوْلَ إبراهيم لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ﴾ [ الممتحنة : ٤ ] وقال بعضهم : كانت أمه مؤمنة، ولهذا السبب خص أباه بالذكر في قوله تعالى :﴿فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ﴾ [ التوبة : ١١٤ ]، والله أعلم وفي قوله :﴿يَوْمَ يَقُومُ الحساب﴾ قولان : الأول : يقوم أي يثبت وهو مستعار من قيام القائم على الرجل، والدليل عليه قولهم : قامت الحرب على ساقها، ونظيره قوله ترجلت الشمس، أي أشرقت وثبت ضوءها كأنها قامت على رجل.
الثاني : أن يسند إلى الحساب قيام أهله على سبيل المجاز مثل قوله :﴿واسئل القرية﴾ [ يوسف : ٨٢ ] أي أهلها، والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٩ صـ ١٠٩ ـ ١١١﴾