وقال ابن عطية :
﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (٣٨) ﴾
مقصد إبراهيم عليه السلام بقوله :﴿ ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن ﴾ التنبيه على اختصاره في الدعاء، وتفويضه إلى ما علم الله من رغائبه وحرصه على هداية بنيه والرفق بهم وغير ذلك، ثم انصرف إلى الثناء على الله تعالى بأنه علام الغيوب، وإلى حمده على هباته، وهذه من الآيات المعلمة أن علم الله تعالى بالأشياء هو على التفصيل التام.
وروي في قوله :﴿ على الكبر ﴾ أنه لما ولد له إسماعيل وهو ابن مائة وسبعة عشر عاماً، وروي أقل من هذا، و﴿ إسماعيل ﴾ أسنّ من ﴿ إسحاق ﴾، فيما روي، وبحسب ترتيب هذه الآية -وروي عن سعيد بن جبير أنه قال : بشر إبراهيم وهو ابن مائة وسبعة عشر عاماً.
وقوله :﴿ رب اجعلني مقيم الصلاة ﴾، دعا إبراهيم عليه السلام في أمر كان مثابراً عليه متمسكاً به، ومتى دعا الإنسان في مثل هذا فإنما القصد إدامة الأمر واستمراره.