مطلب استراق السمع والرمي بالنجوم وماهية الأرض وأن كل ما فيها له وزن خاص :
لأنه إذا تصدى ذلك فيتبعه ما يحرقه وجاء بالماضي "فَأَتْبَعَهُ" راجع الآية ١٧٢ من الأعراف المارة في ج ١ تجد معنى هذا الفعل "شِهابٌ مُبِينٌ ١٨" أو شعلة ساطعة من نار سمي الكوكب شهابا لما فيه من البريق كشهاب النار.
واعلم أن قوله تعالى وزيّناها يعود إلى السماء باعتبار أل فيها للجنس فتشتمل السموات السبع، لأن الكواكب ليست بسماء الدنيا فقط بل فيها كلها يدل على هذا قوله :
زحل شرى مرّيخه من شمسه فتزاهرت لعطارد الأقمار
لأن زحل في السابعة والقمر في الأولى والشمس في الرابعة والمريخ في الخامسة والزهرة في الثالثة وعطارد في الثانية، وكل منها معها نجوم لا تعد ولا تحصى، وإن قالوا إنهم أحصوها، وأن قوله تعالى (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ) الآية ٥ من سورة تبارك الملك الآتية بالنسبة لما يبدو لنا وإلا فالتزيين لكل السموات، والمراد بحفظها من الشياطين عدم قربانهم لها كما يحفظ الإنسان داره من العيون والجواسيس، وإلا فهي محفوظة بحفظ اللّه لا قدرة للشيطان على هدمها وإفساد ما فيها وإنما يحفظها من استراقهم ما يقع فيها من الكلام الذي تتلقاه الملائكة من رب العزّة، راجع تفسير أول سورة الجن المارة في ج ١ وما يأتي عليك الآن روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال إن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال إذا قضى اللّه الأمر في السما حتى ضربت الملائكة أجنحتها خفقانا لقوله كالسلسلة على صفوان إذا فزّع عن قلوبهم (قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا) للذي قال (قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) الآية ٢٢ من سورة سبأ الآتية، فيسمعها مسترقو السمع ومسترقو السمع هكذا بعضهم فوق بعض.


الصفحة التالية
Icon