منه علامة على أنهم أعداء وهي عادة مطّردة حتى الآن عند عرب البادية، ولديهم عادة أخرى وهي أنهم إذا جاءوا بحاجة لا يأكلون قبل قضائها أو أن يتعهد لهم يخلافها، وثالثة وهي أن المضيف عند ما يقدم الطعام يأكل منه قبل الضيوف لقيمات ثم يقوم ويأمرهم بالأكل حتى لا يظن أن في الأكل شيئا ضارا ولمعرفة نضجه ولذته "قالُوا لا تَوْجَلْ" من شيء ولا تخف بل افرح وطب نفسا "إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ٥٣ كثير العلم يأتيك من زوجتك العقيم سارة على ما هي عليه من الكبر واسمه إسحاق "قالَ أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ" والهرم "فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ٥٤" بعد هذه الشيخوخة، على طريق الاستفهام التعجي، أي أن بشارتكم لي على ما أنا عليه وزوجتي من الحال أعجوبة "قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ" الصدق الواضح لأنه من أمر اللّه ولا عجب فيه "فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ ٥٥" لأن ذلك من قضاء اللّه وهو يقين فلا تيأس "قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ٥٦" عن طريق الهدى، وإلا لا أحد يقنط منها البتة لأن الكل محتاجون إليها.