هذا وقد صح عنه صلّى اللّه عليه وسلم أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وكان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة "وَاعْبُدْ رَبَّكَ" وأدم عبادته لا تتركها بحال من الأحوال "حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ٩٩" الذي لا شك فيه وهو الموت، وهذه على حدّ قوله تعالى (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا) الآية ٣٢ من سورة مريم المارة في ج ١، ولا يوجد سورة مختومة بما ختمت به هذه السورة ولا مثلها في
عدد الآي وفي التعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضميره صلّى اللّه عليه وسلم ما لا يخفى من اللطف به عليه السلام والإشعار بعلة الحكم أي وهي الأمور المذكورة ضيق الصدر والتسبيح والتحميد والسجود والعبادة والموت.
هذا واللّه أعلم، وأستغفر اللّه ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا، والحمد للّه رب العالمين. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ٣ صـ ٢٧١ ـ ٣١٧﴾