وقال الإمام أبو جعفر النحاس :
تفسير سورة الحجر
مكية وآياتها ٩٩ آية
سورة الحجر وهي مكية ١ - من ذلك قوله جل وعز ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين روى سفيان عن خصيف عن مجاهد عن حماد عن إبراهيم قال يدخل قوم من الموحدين النار فيقول لهم المشركون ما أغنى عنكم إسلامكم وإيمانكم وأنتم معنا في النار فيخرجهم الله جل وعز منها فعند ذلك يود الذين كفروا لو كانو مسلمين وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال ذلك يوم القيامة وروى عن ابن عباس قال يقول المشركون لمن أدخل النار من الموحدين ما نفعكم ما كنتم فيه وأنتم في النار فيغضب الله
جل وعز لهم فيخرجون إلى نهر يقال له نهر الحياة فينبتون فيه ثم تبقى على وجوههم علامة يعرفون بها يقال هؤلاء الجهنميون فيسألون الله جل وعز أن يزيل ذلك عنهم فيزيله عنهم ويدخلهم الجنة فيتمنى المشركون أن لو كانوا مسلمين وقيل إذا عاين المشركون تمنوا الإسلام فاما معنى رب ها هنا فإنما هي في كلام العرب للتقليل وأن فيها معنى التهديد وهذا تستعمله العرب كثيرا لمن
تتوعده وتتخدده أخبرنا يقول الرجل للآخر ربما ندمت على ما تفعل ويشكون في تندمه ولا يقصدون تقليله بل حقيقة المعنى أنه
يقول لو كان هذا مما يقل أو يكون مرة واحدة لكان ينبغي أن لا تفعله وأما قول من قال أن رب تقع للتكثير فلا يعرف في كلام العرب وقيل إن هذا إنما يكون يوم القيامة إذا أفاقوا من الأهوال التي هم فيها فإنما يكون في بعض المواطن والقول الأول أصحها والدليل على أنه وعيد وتهدد قوله بعد ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون ٢ - ثم قال تعالى وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم أي لا يتقدمه ولا يتأخره ٣ - وقوله جل وعز لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين
معنى لو ما ولولا وهلا واحد وأنشد أهل اللغة * تعدون عقر النيب أفضل مجدكم * بنى ضوطرى لولا الكمي المقنعا *