قيل نهى عن الإلتفات إلى ما في المنازل لئلا يقع الشغل به عن المضي ٣٦ - وقوله جل وعز وقضينا إليه ذلك الأمر أي أخبرناه به ثم بينه فقال تعالى أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين أي أن آخرهم مستأصل وقال الفراء الدابر الأصل ٣٧ - وقوله تعالى قالوا أولم ننهك عن العالمين يروى أنهم كانوا نهوه أن يضيف أحد ٣٨ - ثم قال جل وعز قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين
هذا الجواب محمول على المعنى والمعنى أنهم أرادوهم للفساد فقال لهم لوط (ص) هؤلاء بناتي فتزوجوا وأحسن ما قيل في هذا أن أزواج كل نبي بمنزلة أمهات أمته وأولاد أمته بمنزلة أولاده ٣٩ - وقوله جل عز لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال لعمرك لعيشك وروى أبو الجوزاء عن ابن عباس قال لحياتك وروى أن إبراهيم النخعي كره أن يقول الرجل لعمري قال لأن معناه وحياتي وكذلك هو عند أهل اللغة
قال سيبوية العمر والعمر واحد ولا يستعملون في القسم إلا الفتح لخفته وحكى لعمري وكله بمعنى العمر وهذه فضيلة للنبي (ص) أقسم الله جل وعز بحياته قال أبو الجوزاء ما سمعت الله جل وعز حلف بحياة أحد غيره (صلى) قال سفيان سألت الأعمش عن قوله تعالى لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون فقال أقسم بالنبي إنهم لفي غفلتهم يترددون ٤٠ - وقوله جل وعز فأخذتهم الصيحة مشرقين
أي فأخذتهم الصيحة بالعذاب وقت إشراق الشمس ٤١ - وقوله جل وعز إن في ذلك لآيات للمتوسمين قال مجاهد أي للمتفرسين قال الضحاك أي للناظرين قال أبو جعفر وحقيقته توسمت الشئ نظرت نظر متثبت حتى تثتب حقيقة سمة الشئ ٤٢ - وقوله عز وجل وإنها لبسبيل مقيم يجوز أن يكون المعنى وإن الآيات ويجوز أن يكون المعنى وإن مدينة قوم لوط
قال مجاهد لبسبيل مقيم لبطريق معلم أي واضح