يصرّون على الكفر، وفيه وعيد وتهديد لأهل مكة بأنهم إذا لم يؤمنوا يكون مصيرهم الهلاك كالأمم السابقة، قال تعالى "وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ" على خلاف العادة ليؤمنوا بك "فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ ١٤" يصعدون وينظرون ما فيها من العجائب العظيمة، والمعارج المصاعد وهي قواطع السلم الذي يصعد عليه بها كالدرج، "لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا" حبست عن النظر وتحيّرت وأغشيت بما يمنعها من حقيقة المرأى، أي لأنكروا ما شاهدوه فيها وجعلوه خيالا ولم يتعظوا بشيء من ذلك ولقالوا "بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ١٥" من قبل محمد، إذ موّه وخيل لنا أشياء لا حقيقة لها، والمعنى أن اللّه تعالى يقول لو جعل لهم ذلك على سبيل الفرض وشاهدوه عيانا لما آمنوا ولقالوا قد سدت أبصارنا عن الحقيقة أو سحرنا محمد، وأصروا على كفرهم، وهؤلاء الذين هم في أزل اللّه يموتون على كفرهم لا ينتفعون بما آتاهم اللّه من الهدى والرشد.