يقال : ظل فلان يفعل كذا إذا فعله بالنهار، كما يقل بات يفعل كذا إذا فعله بالليل فيه يعني في ذلك الباب يعرجون يعني يصعدون، والمعارج المصاعد وفي المشار إليه بقوله : فظلوا به يعرجون قولان : أحدهما أنهم الملائكة وهو قول ابن عباس والضحاك، والمعنى : لو كشف عن أبصار هؤلاء الكفار قرأوا باباً من السماء مفتوحاً والملائكة تصعد فيه لما آمنوا.
والقول الثاني : أنهم المشركون وهو قول الحسن وقتادة والمعنى : فظل المشركون يصعدون في ذلك الباب فينظرون في ملكوت السموات، وما فيها من الملائكة لما آمنوا لعنادهم وكفرهم، ولقالوا إنا سحرنا وهو قوله تعالى ﴿ لقالوا إنما سكرت أبصارنا ﴾ قال ابن عباس : سدت أبصارنا مأخوذ من سكر النهر إذا حبس، ومنع من الجري وقيل : هو من سكر الشراب والمعنى أن أبصارهم حارت، ووقع بها من فساد النظر مثل ما يقع للرجل السكران من تغيير العقل، وفساد النظر وقيل سكرت يعني غشيت أبصارنا وسكنت عن النظر، وأصله من السكور يقال سكرت عينه إذا تحيرت، وسكنت عن النظر ﴿ بل نحن قوم مسحورون ﴾ يعني سحرنا محمد، وعمل فينا سحره.
وحاصل الآية أن الكفار لما طلبوا من رسول الله ( ﷺ )، أن ينزل عليهم الملائكة فيروهم عياناً ويشهدوا بصدقه أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لو حصل لهم هذا وشاهدوه عياناً لما آمنوا ولقالوا سحرنا لما سبق لهم في الأزل من الشقاوة. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٤ صـ ﴾