وقال الماوردى :
قوله عز وجل :﴿ ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد عَلِمنا المستأخرين ﴾
فيه ثمانية تأويلات :
أحدها : أن المستقدمين الذين خلقوا، والمستأخرين الذين لم يخلقوا، قاله عكرمة.
الثاني : المستقدمين الذين ماتوا، والمستأخرين الذين هم أحياء لم يموتوا، قاله الضحاك.
الثالث : المستقدمين أول الخلق، والمستأخرين آخر الخلق، قاله الشعبي.
الرابع : المستقدمين أول الخلق ممن تقدم على أمة محمد، والمستأخرين أمة محمد ﷺ، قاله مجاهد.
الخامس : المستقدمين في الخير، والمستأخرين في الشر، قاله قتادة.
السادس : المستقدمين في صفوف الحرب، والمستأخرين فيها، قاله سعيد بن المسيب.
السابع : المستقدمين من قتل في الجهاد، والمستأخرين من لم يقتل، قاله القرظي.
الثامن : المستقدمين في صفوف الصلاة، والمستأخرين فيها.
روى عمر بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال : كانت تصلي خلف رسول الله ﷺ امرأةٌ من أحسن الناس، لا والله ما رأيت مثلها قط، فكان بعض الناس يستقدم في الصف الأول لئلا يراها، ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت إبطه في الصف، فأنزل الله تعالى في شأنها هذه الآية. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٣ صـ ﴾