وقال بلال :" كان النبيّ ﷺ يصلي في مسجد المدينة وحده، فمرت به امرأة أعرابية فصلت خلفه ولم يعلم بها، فقرأ رسول الله ﷺ هذه الآية "لها سبعة أبوابٍ لكل باب منهم جزء مقسوم" فخرّت الأعرابية مغشيًّا عليها، وسمع النبيّ ﷺ وَجْبَتها فانصرف ودعا بماء فصبّ على وجهها حتى أفاقت وجلست، فقال النبيّ ﷺ :"يا هذه ما لك"؟ فقالت : أهذا شيء من كتاب الله المنزل، أو تقوله من تلقاء نفسك؟ فقال :"يا أعرابية بل هو من كتاب الله تعالى المنزل" فقالت : كل عضو من أعضائي يعذب على كل باب منها؟ قال :"يا أعرابية، بل لكل باب منهم جزء مقسوم يعذّب أهل كل منها على قدر أعمالهم" فقالت : والله إني امرأة مسكينة، مالي مال، ومالي إلا سبعة أعبد، أشهدك يا رسول الله، أن كل عبد منهم عن كل باب من أبواب جهنم حُرٌّ لوجه الله تعالى.
فأتاه جبريل فقال :"يا رسول الله، بشّر الأعرابية أن الله قد حَرّم عليها أبواب جهنم كلها وفتح لها أبواب الجنة كلها ". أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٠ صـ ﴾