بين في هذه الآية الكريمة أن المتقين الذين هم أهل الجنة يوم القيامة يكونون على سرر وأنهم متقابلون ينظر بعضهم إلى وجه بعض ووصف سررهم بصفات جميلة في غير هذا الموضع منها أنها منسوجة بقضبان الذهب وهي الموضونة قال في الواقعة :﴿ ثُلَّةٌ مِّنَ الأولين وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخرين على سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ﴾ [ الواقعة : ١٣-١٦ ] وقيل الموضوعة المصفوفة كقوله :﴿ مُتَّكِئِينَ على سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ ﴾ [ الطور : ٢٠ ] الآية ومنها أنها مرفوعة كقوله في الغاشية :﴿ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ ﴾ [ الغاشية : ١٣ ] الآية وقوله في الواقعة :﴿ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ ﴾ [ الواقعة : ٣٤ ]، وقوله ﴿ مُتَّكِئِينَ على رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ﴾ [ الرحمن : ٧٦ ] إلى غير ذلك من الآيات.
قوله تعالى :﴿ لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ ﴾.
بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن أهل الجنة لا يمسهم فيها نصب وهو التعب والإعياء وقوله نصب نكرة في سياق النفي فتعم كل نصب فتدل الآية على سلامة أهل الجنة من جميع أنواع التعب والإعياء وقوله نصب نكرة في سياق النفي فتعم كل نصب فتدل الآية على سلامة أهل الجنة من جميع أواع التعب والمشقة وأكد هذا المعنى في قوله تعالى :﴿ الذي أَحَلَّنَا دَارَ المقامة مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴾ [ فاطر : ٣٥ ] لأن اللغوب هو التعب والإعياء أيضاً وقد صح عن النَّبي ﷺ أنه قال :" إن الله أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ".
قوله تعالى :﴿ وَمَا هُمْ مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ ﴾.


الصفحة التالية
Icon