وكسرت الألف من ﴿ إنها ﴾ بسبب اللام التي في قوله ﴿ لمن ﴾ والغابر الباقي في الدهر وغيره، وقالت فرقة منهم النحاس : هو من الأضداد، يقال في الماضي وفي الباقي، وأما في هذه الآية فهي للبقاء أي من الغابرين في العذاب، وقوله تعالى :﴿ فلما جاء آل لوط المرسلون ﴾ الآيات، تقدم القول وذكر القصص في أمر لوط وصورة لقاء الرسل له، وقيل إن الرسل كانوا ثلاثة، جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وقيل كانوا اثني عشر وقوله ﴿ منكرون ﴾ أي لا يعرفون في هذا القطر، وفي هذه اللفظة تحذير وهو من نمط ذمه لقومه وجريه إلى أن لا ينزل هؤلاء القوم في تلك المدينة خوفاً منه أن يظهر سوء فعلهم وطلبهم الفواحش، فقالت الرسل للوط بل جئناك بما وعدك الله من تعذيبهم على كفرهم ومعاصيهم، وهو الذي كانوا يشكون فيه ولا يحققونه، وقرأت فرقة " فاسر " بوصل الألف، وقرأت فرقة " فأسر " بقطع الألف، يقال سرى وأسرى بمعنى، إذا سار ليلاً، وقال النابغة :[ البسيط ]
أسرت عليه من الجوزاء سارية... فجمع بين اللغتين في بيت، وقرأ اليماني " فيسر بأهلك "، وهذا الأمر بالسرى هو عند الله تعالى، أي يقال لك، و" القطع " الجزء من الليل، وقرأت فرقة " بقطَع " بفتح الطاء حكاه منذر بن سعيد. وقوله :﴿ واتبع أدبارهم ﴾ أي كن خلفهم وفي ساقتهم حتى لا يبقى منهم أحد ولا يتلوى، و﴿ حيث ﴾ في مشهورها ظرف مكان، وقالت فرقة أمر لوط أن يسير إلى زغر، وقيل : إلى موضع نجاة غير معروف عندنا، وقالت فرقة :﴿ حيث ﴾ قد تكون ظرف زمان، وأنشد أبو علي في هذا بيت طرفة :[ المديد ]
للفتى عقل يعيش به... حيث تهدي ساقه قدمه


الصفحة التالية
Icon