وقال ابن الجوزى :
﴿ قال فما خطبكم ﴾
أي : ما أمرُكم؟ ﴿ قالوا إِنا أُرسلنا ﴾ أي : بالعذاب.
وقوله :﴿ إِلا آل لوط ﴾ استثناء ليس من الأول.
فأما آل لوط، فهم أتباعه المؤمنون.
قوله تعالى :﴿ إِنا لمنجوهم ﴾ قرأ ابن كثير، ونافع وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر :"لمنجُّوهم" مشددة الجيم.
وقرأ حمزة، والكسائي "لمُنجوهم" خفيفة.
قوله تعالى :﴿ إِلا امرأته ﴾ المعنى : إٍنا لمنجوهم إِلا امرأته ﴿ قدَّرنا ﴾ وروى أبو بكر عن عاصم "قَدَرْنا" بالتخفيف، والمعنى واحد، يقال : قدَّرت وقدّرْت، والمعنى : قضينا ﴿ إِنها لمن الغابرين ﴾ يعني : الباقين في العذاب.
قوله تعالى :﴿ إِنكم قوم منكرون ﴾ يعني : لا أعرفكم، ﴿ قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون ﴾ يعنون : العذاب، كانوا يشكّون في نزوله.
﴿ وأَتيناك بالحق ﴾ أي : بالأمر الذي لا شك فيه من عذاب قومك.
قوله تعالى :﴿ واتَّبِعْ أدبارهم ﴾ أي : سِرْ خلفهم ﴿ وامضوا حيث تؤمرون ﴾ أي : حيث يأمركم جبريل.
وفي المكان الذي أُمِروا بالمضي إِليه قولان :
أحدهما : أنه الشام، قاله ابن عباس.
والثاني : قرية من قرى قوم لوط، قاله ابن السائب.
قوله تعالى :﴿ وقضينا إِليه ذلك الأمر ﴾ أي : أوحينا إِليه ذلك الأمر، أي : الأمر بهلاك قومه، قال الزجاج : فسَّر : ما الأمر بباقي الآية، والمعنى : وقضينا إِليه أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين.
فأما الدابر، فقد سبق تفسيره [ الأنعام : ٤٥ ]، والمعنى : إِن آخر من يبقى منكم يَهْلِك وقت الصبح. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٤ صـ ﴾