وقال :" ما أدري ما يفعل بي ولا بكم " ثم نزلت :﴿ لِّيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ﴾ [ الفتح : ٢ ] " وسمع رجلاً يقول له : يا خير البرية ؛ فقال :"ذاك إبراهيم" وقال :" لا يقولن أحدكم أنا خير من يونس بن مَتّا" وقال :"السيد يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام" ثم قال بعد ذلك كله : أنا سيد ولد آدم ولا فخر " ففضائله ﷺ لم تزل تزداد إلى أن قبضه الله ؛ فمن ها هنا قلنا : إنه لا يجوز عليها النسخ ولا الاستثناء ولا النقصان، وجائز فيها الزيادة.
وبقوله ﷺ :" جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً " أجزنا الصلاة في المقبرة والحمام وفي كل موضع من الأرض إذا كان طاهراً من الأنجاس.
وقال ﷺ لأبي ذرّ :" حيثما أدركتك الصلاةُ فصلّ فإن الأرض كلها مسجد " ذكره البخاريّ ولم يخص موضعاً من موضع.
وأما من احتج بحديث ابن وهب قال : أخبرني يحيى بن أيوب عن زيد بن جَبيرة عن داود بن حصين عن نافع عن ابن عمر حديث الترمذيّ الذي ذكرناه فهو حديث انفرد به زيد بن جَبِيرة وأنكروه عليه، ولا يعرف هذا الحديث مسنداً إلا برواية يحيى بن أيوب عن زيد بن جَبيرة.
وقد كتب الليث بن سعد إلى عبد الله بن نافع مولى ابن عمر يسأله عن هذا الحديث، وكتب إليه عبد الله بن نافع لا أعلم من حدّث بهذا عن نافع إلا قد قال عليه الباطل.
ذكره الحُلْواني عن سعيد بن أبي مريم عن الليث، وليس فيه تخصيص مقبرة المشركين من غيرها.
وقد رُوي عن عليّ بن أبي طالب قال : نهاني حبيبي ﷺ أن أصلي في المقبرة، ونهاني أن أصلي في أرض بابل فإنها ملعونة.
وإسناده ضعيف مجتمع على ضعفه، وأبو صالح الذي رواه عن عليّ هو سعيد بن عبد الرحمن الغِفاريّ، بصريّ ليس بمشهور ولا يصح له سماع عن عليّ، ومَن دونه مجهولون لا يُعرفون.