وقال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
المتشابهات :
فيها فى موضعين ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ﴾ بالجمع.
وفى خمسة مواضع :﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً﴾ على الوحدة.
أَما الجمع فلموافقة قوله :﴿مُسَخَّرَاتٌ﴾ فى الآيتين ؛ لتقع المطابقة فى اللفظ والمعنى.
وأَمّا التوحيد فلتوحيد المدلول عليه.
من الخمس قوله :﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ﴾ وليس له نظير.
وخصّ بالذِّكر لاتِّصاله بقوله :﴿وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ﴾ ؛ فإِن اختلاف أَلوان الشىء وتغيّر أَحواله يدلّ على صانع حكيم لا يشبهها ولا تشبهه، فمن تأَمل فيها اذَّكَّر.
ومن الخمس :﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ فى موضعين، وليس لهما نظير.
وخُصّتا بالفكر ؛ لأَن الأُولى متصلة بقوله :﴿يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ﴾ وأَكثرها للأَكل، وبه قوام البدن، فيستدعى تفكيرا وتأَمّلاً، ليعرف به المنعِم عليه فيشكره.
والثانية متَّصلة بذكر النحل، وفيها أُعجوبة : من انقيادها لأَميرها، واتِّخاذها البيوت على أَشكال يعجز عنها الحاذق منَّا، ثم تتبُّعها
الزَهَر والطلى من الأِشجار، ثم خروج ذلك من بطونها لُعابا أَو وَنِيما، فاقتضى ذلك فكراً بليغاً، فختم فى الآيتين بالتفكُّر.
قوله :﴿وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ﴾، وفى الملائكة :﴿وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ﴾، ما فى هذه السورة جاءَ على القياس ؛ فإِن (الفلك) المفعولُ الأَوّل لترى، و (مَوَاخِرَ) المفعول الثانى، و (فيه) ظرف، وحقُّه التأَخُّر.
والواو فى (ولتبتغوا) للعطف على لام العلة فى قوله :﴿لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ﴾.