أي أنها زينة وبهاء لصاحبها عدا منافعها "حِينَ تُرِيحُونَ" وقت ما تردونها من المرعى إلى مراجعها "وَحِينَ تَسْرَحُونَ" ٦ بها جمال أيضا وقدم الرواح على التسريح لأنها ترجع أجمل مما تغدو فيه تتبختر مشيتها مجتمعة متمتعة من المرعى ملأى بطونها حافلة ضروعها، ويفرح بها عند رجوعها أكثر منه عند ذهابها لأنها تكون خاوية البطون والضروع متفرقة مسرعة يخاف عليها الوحش والضباع والنهب.
قال تعالى "وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ" بدونها "إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ" الشق نصف الشيء، وعليه يكون المعنى لم تبلغوا ذلك البلد الذي تريدونه بغيرها إلا بنقصان نصف قوة أنفسكم "إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ" ٧ بخلقه إذ سخر لهم هذه الأنعام لاستراحتهم "وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ" خلقها لكم أيضا "لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً" تتباهون بها كالأنعام إلا أنها لا تؤكل ولا يستفاد من درها ووبرها، وفيها من المنافع ما لم تكن في تلك عدا الإبل فإنها جامعة للأمرين، ولذلك عجّبهم اللّه بها، راجع الآية ١٧ من الغاشية المارة "وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ" ٨ أيها الناس من أدوات الركوب والحمل كالعجلات والسيارات والطائرات والسفن البخارية والقطارات والغواصات مما علمتم ومما لا تعلمون أيضا أنواعا وأجناسا نخلقها لكم بعد لمنافعكم والمزينة أيضا، عدا أصناف الحيوانات البرية والبحرية مما تنتفعون به ومالا، وليس المراد من هذه الآية بيان التحليل والتحريم بل تنبيه العباد على نعمه تعالى عليهم.
مطلب جواز أكل لحوم الخيل وتعداد نعم اللّه على خلقه :