قال تعالى "وَإِذا قِيلَ لَهُمْ" المتكبرين "ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ" على نبيكم "قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ" ٢٤ كما قالوا في الآية ٥ من سورة الفرقان في ج ١، وإنما قالوا وفاهوا بهذا "لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ" لم ينقص منها شيء لأن ثواب ما فعلوه من صلة رحم وإقراء ضيف وغيره وما أصابهم من
البلاء في الدنيا كافأهم اللّه عليه فيها من الرزق والأولاد والعافية وغيرها، فلا يكفر اللّه بها شيئا من أوزارهم لإعطائه لهم بدلها بالدنيا فتبقى أعمالهم السيئة ثابتة عليهم تامة "وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ" أي ويحملون مع أوزارهم بعض أوزار أتباعهم، لأن الرؤساء عليهم وزرهم وشيء من أوزار أتباعهم.
أخرج مسلم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال : من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا.