"شاكِراً لِأَنْعُمِهِ" كلها التي منها توفيقه للإيمان ونصرته على عدوه بالحجة الدامغة وانجاؤه من النار، ولهذه الخصال الكريمة "اجْتَباهُ" ربه للنبوة وشرفه بالرسالة واصطفاه للخلة "وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ" ٢٢١ في أقواله وأفعاله ووفقه لدين الإسلام وطريقه القويم "وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً" بأن جعلنا ذكره فيها دائما مثمرا حسنا عند كل ملة وأمة، فلا تجد قوما إلا ويعرفوه بفضله ويذكرونه بالخير، هكذا كان عليه الصلاة والسلام في الدنيا "وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ" ١٢٢ للقاء اللّه ولأعلى مقامات الجنة "ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ" يا سيد الرسل في هذا القرآن الكريم "أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" ١٢٣ لأن ملته ودينه هو الحق وكل محق يدين بدينه، وقيل في هذا :
كل يدين بدين الحق لو فطنوا وليس دين لغير الحق مشروع