فصل فى معانى السورة كاملة


قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة النحل
أتى أمر اللّه : أي قرب ودنا، ويقال فى مجرى العادة لما يجب وقوعه قد أتى وقد وقع، فيقال لمن طلب مساعدة حان مجيئها، جاءك الغوث، وأمر اللّه عذابه للكافرين، والروح : الوحى وهو قائم فى الدين مقام الروح من الجسد، فهو محيى القلوب التي أماتها الجهل، من أمره : أي بأمره ومن أجله، أنذروا : أي خوّفوا، فاتقون : أي خافوا عقابى، لمخالفة أمرى وعبادة غيرى.
أصل النطفة : الماء الصافي ويراد بها هنا مادة التلقيح، والخصيم : بمعنى المخاصم كالخليط بمعنى المخالط، والعشير : بمعنى المعاشر والمراد به المنطيق المجادل عن نفسه، المنازع للخصوم، والمبين : المظهر للحجة، والدفء : ما يستدفأ به من الأكسية، والمنافع : هى درّها وركوبها والحرث بها وحملها للماء ونحو ذلك، جمال : أي زينة فى أعين الناس وعظمة لديهم، تريحون : أي تردونها بالعشي من المرعى إلى مراحها يقال أراح الماشية إذا ردها إلى المراح، تسرحون : أي تخرجونها غدوة من حظائرها ومبيتها إلى مسارحها ومراعيها، والأثقال : واحدها ثقل وهو متاع المسافر، وشق الأنفس : مشقتها وتعبها، القصد : الاستقامة، يقال سبيل قصد وقاصد إذا أدّاك إلى مطلوبك، وجائر : أي مائل عن المحجة، منحرف عن الحق، وتسيمون : أي ترعون يقال أسام الماشية وسوّمها جعلها ترعى، وذرأ : خلق، ألوانه : أي أصنافه، مواخر واحدها ماخرة : أي جارية من مخر الماء الأرض أي شقها، والميد : الحركة والاضطراب يمينا وشمالا، وعلامات : أي معالم يستدلّ بها السابلة من نحو جبل ومنهل ورائحة تراب.
المراد بمن يخلق : اللّه سبحانه وتعالى، ومن لا يخلق : الملائكة وعيسى والأصنام، وما يشعرون : أي لا يعلمون، وأيان : كمتى كلمتان تدلان على الزمن، لا جرم :
أي حقا.


الصفحة التالية
Icon