دام والدين الطاعة والمعنى أن كل من يطاع تزول طاعته بهلاك أو زوال إلا الله جل وعز ٣٧ - ثم قال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله أي ما يكن بكم من سعة في رزق أو صحة في بدن فمن الله ثم إذا مسكم الضر وهو البلاء والمشقة فإليه تجأرون أي تدعون وتستغيثون يقال جأر يجأر جؤارا إذا رفع صوته مستغيثا من جوع أو غيره ٣٨ - وقوله جل وعز ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم قيل المعنى ليجعلوا النعمة سببا إلى الكفر كما قال تعالى ربنا ليضلوا عن سبيلك
وقيل ليجحدوا النعمة التي أنعم عليهم كما قال الشاعر * والكفر مخبثة لنفس المنعم * ٣٩ - ثم قال تعالى فتمتعوا فسوف تعلمون وهذا على التهديد كما قال تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فإنا قد أرسلنا الرسل وبينا وأنذرنا فمن شاء فليكفر بعد هذا فإن العقوبة حالة به
٤٠ - ثم قال جل وعز ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم يعني ما كانوا يجعلونه لأصنامهم من زرعهم وأنعامهم كما قال تعالى فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا ٤١ - ثم قال جل وعز ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون
أي ولهم البنون ٤٢ - ثم قال جل وعز وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا أي ظل كئيبا مغموما والعرب تقول هذا لكل مغموم قد تغير لونه من الغم أسود وجهه ٤٣ - ثم قال جل وعز وهو كظيم الكظيم الحزين الذي يخفي غيظه ولا يشكو ما به ٤٤ - ثم قال جل وعز يتوارى من القوم من سوء ما بشر به يروى أن أحدهم كان إذا ولد له يتوارى في ذلك الوقت أو قبله فإن ولد له ذكر سر به وإن ولدت له أنثى استتر وربما وأدها
٤٥ - ثم بين ذلك بقوله تعالى أيمسكه على هون أم يدسه في التراب


الصفحة التالية
Icon