٦٨ - وقوله جل وعز ولله غيب السماوات والأرض أي علم ما غاب فيهما عن العباد ثم قال وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب قال قتادة هو أن يقول جل وعز كن فذلك كلمح البصر أو هو أقرب
وقال غيره المعنى أو هو أقرب عندكم ولم يرد أنها على هذا القرب وانما أراد أن يعرفنا قدرته ٦٩ - وقوله جل وعز ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء الجو الهواء البعيد وأبعد منه السكاك الواحدة سكاكة ٧٠ - وقوله جل وعز والله جعل لكم من بيوتكم سكنا
أي موضعا تسكنون فيه ٧١ - ثم قال جل وعز وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا يعني بيوت الأدم وما أشبهها والأنعام الإبل والبقر والغنم ٧٢ - ثم قال تعالى تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم أي يخف عليكم حملها في سفركم وإقامتكم ٧٣ - ثم قال تعالى ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين فالأصواف لأن للضأن والأوبار للإبل والأشعار للمعز قال قتادة الأثاث المال وقال الضحاك الأثاث المال والزينة والأثاث عند أهل اللغة متاع البيت نحو الفرش والأكسية
وقد أث يئث أثا إذ صار ذا أثاث قال أبو زيد واحد الأثاث أثاثه ثم قال تعالى ومتاعا إلى حين روى معمر عن قتادة إلى أجل وبلغة ٧٤ - وقوله جل وعز والله جعل لكم مما خلق ظلالا يعني ظلالا الشجر والله أعلم ٧٥ - ثم قال تعالى وجعل لكم من الجبال أكنانا أي ما يكنكم الواحد كن ٧٦ - ثم قال تعالى وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر روى معمر عن قتادة قال يعني قمص الكتان ٧٧ - ثم قال تعالى وسرابيل تقيكم بأسكم قال قتادة يعني الدروع
وروى عثمان بن عطاء عن أبيه قال إنما خوطبوا بما يعرفون قال جل وعز وجعل لكم من الجبال أكنانا وما جعل لهم من السهل أكثر وأعظم ولكنهم كانوا أصحاب جبال وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وما يقي البرد أكثر ولكنهم أصحاب حر وقال الفراء يحي بن زياد المعنى تقيكم الحر وتقيكم البرد ثم حذف كما قال الشاعر * فما أدري إذا يممت وجها *