الخير أتدرون ما القانت هو المطيع قال أبو جعفر لم يقل في هذه الآية أحسن من هذا لأنه إذا كان يعلم الناس الخير فهو يؤتم به وهذا مذهب أبي عبيدة والكسائي القنوت القيام فقيل للمطيع قانت لقيامه بطاعة الله وروى أبو يحيى عن مجاهد إن إبراهيم كان أمة قانتا لله قال كان مؤمنا وحده والناس كلهم كفار وقال بعض أهل اللغة يقوي هذا حديث النبي (صلع) أنه ذكر زيد بن عمرو بن نفيل فقال كان أمة وحده وقوله وآتيناه في الدنيا حسنة قال مجاهد لسان صدق ١٠١ - وقوله جل وعز إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه
روى سعيد بن جبير عن قتادة قال أحله بعضهم وحرمة بعضهم وقال مجاهد تركوا الجمعة واختاروا السبت ١٠٢ - وقوله جل وعز أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن وجادلهم بالتي هي أحسن هي منسوخة ١٠٣ - وقوله جل وعز وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به
قال قتادة لما مثلوا بحمزة رضي الله عنه قال لنمثلن بهم فأنزل الله جل وعز هذه الآية وروى على بن الحكم عن الضحاك قال نزلت هذه الآية قبل القتال وقبل سورة براءة
قال أبو جعفر وهذا القول أولى وقد قال زيد بن أسلم نحوه قال لما قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) المدينة أذن له في جهاد المشركين والغلظة عليهم ويدلك على أن هذا نزل بمكة قوله تعالى ولاتك في ضيق مما يمكرون وأكثر مكرهم وحزنه (ص) عليهم كان بمكة فأما حديث أبي هريرة وابن عباس لما قتل حمزه رحمة الله عليه قال النبي (ص) لأمثلن بسبعين منهم فنزلت وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به فإسنادهما ضعيف
١٠٤ - وقوله جل أسمه إن الله مع الذين أتقوا والذين هم محسنون روى عن الحسن أنه قال اتقوا الله جل وعز فيما حرم عليكم وأحسنوا في أداء فرائضه. انتهت سورة النحل. أ هـ ﴿معانى القرآن / للنحاس حـ ٤ صـ ٤٩ ـ ١١٤﴾