وقال الخازن :
﴿ وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم ﴾
تقدم تفسيره في سورة الأعراف ﴿ مسخرات ﴾ يعني مذللات مقهورات تحت قهره وإرادتهن وفيه رد على الفلاسفة والمنجمين لأنهم يعتقدون أن هذه النجوم هي الفعالة المتصرفة في العالم السفلي فأخبر الله تعالى أن هذه النجوم مسخرات في نفسها مذللات ﴿ بأمره ﴾ يعني بأمر ربها مقهورات تحت قهره يصرفها كيف يشاء، ويختار وأنها ليس لها تصرف في نفسها فضلاً عن غيرها، ولما ذكر الله سبحانه وتعالى أنه خلق هذه النجوم وجعلها مسخرات لمنافع عباده ختم هذه الآية بقوله ﴿ إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ﴾ يعني أن كل من كان له عقل صحيح سليم علم أن الله سبحانه وتعالى، هو الفعال المختار وأن جميع الخلق تحت قدرته، وقهره وتسخيره لما أراده منهم.
﴿ وما ذرأ لكم في الأرض ﴾
يعني وما خلق لكم في الأرض، وسخر لأجلكم من الدواب والأنعام والأشجار والثمار ﴿ مختلفاً ألوانه ﴾ يعني في الخلقة والهيئة والكيفية واختلاف ألوان المخلوقات مع كثرتها، حتى لا يشبه بعضها بعضاً من كل الوجوه، فيه دليل قاطع على كمال قدرة الله ولذلك ختم هذه الآية بقوله تعالى ﴿ وهو الذي سخر لكم البحر ﴾. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٤ صـ ﴾