فكان يقول : إنما يحدث محمد بأساطير الأولين، وحديثي أجمل من حديثه، وقوله ﴿ ماذا ﴾ يجوز أن تكون " ما " استفهاماً، و" ذا " بمعنى الذي، وفي ﴿ أنزل ﴾ ضمير عائد، ويجوز أن يكون " ما " و" ذا " اسماً واحداً مركباً، كأنه قال : أي شيء وقوله ﴿ أساطير الأولين ﴾ ليس بجواب على السؤال لأنهم لم يريدوا أنه نزل شيء ولا أن تم منزلاً، ولكنهم ابتدوا الخبر بأن هذه ﴿ أساطير الأولين ﴾، وإنما الجواب على السؤال، قول المؤمنين في الآية المستقبلة
﴿ خيراً ﴾ [ النحل : ٣٠ ] وقولهم :﴿ أساطير الأولين ﴾ إنما هو جواب بالمعنى، فأما على السؤال وبحسبه فلا، واللام في قوله ﴿ ليحملوا ﴾ يحتمل أن تكون لام العاقبة لأنهم لم يقصدوا بقولهم ﴿ أساطير الأولين ﴾ " ليحملوا الأوزار "، ويحتمل أن يكون صريح لام كي، على معنى قدر هذا، ويحتمل أن تكون لام الأمر، على معنى الحتم عليهم بذلك، والصغار الموجب لهم، و" الأوزار " الأثقال، وقوله ﴿ ومن ﴾ للتبعيض، وذلك أن هذا الواهن المضل يحمل وزر نفسه كاملاً ويحمل وزراً من وزر كل مضل بسببه ولا تنقص أوزار أولئك، وقوله ﴿ بغير علم ﴾ يجوز أن يريد بها المضل أي أضل بغير برهان قام عنده، ويجوز أن يريد ﴿ بغير علم ﴾ من المقلدين الذي يضلون، ثم استفتح الله تعالى الإخبار عن سوء ما يتحملونه للآخرة، وأسند الطبري وغيره في معنى هذه الآية حديثاً، نصه " أيما داع إلى ضلالة فإن عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء، وأيما داع دعا إلى الهدى فاتبع فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء " و﴿ ساء ﴾ فعل مسند إلى ﴿ ما ﴾، ويحتاج في ذلك هنا إلى صلة. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon