قال القاضي أبو محمد : وهذا ينحو إلى اللعن، ومعنى قوله ﴿ من فوقهم ﴾ رفع الاحتمال في قوله ﴿ فخر عليهم السقف ﴾ فإنك تقول انهدم على فلان بناؤه وهو ليس تحته، كما تقول : انفسد عليه متاعه، وقوله ﴿ من فوقهم ﴾ ألزم أنهم كانوا تحته. وقوله ﴿ فأتى ﴾ أي أتى أمر الله وسلطانه، وقرأ الجمهور " بنيانهم "، وقرأت فرقة " بنيتهم "، وقرأ جعفر بن محمد " بيتهم "، وقرأ الضحاك " بيوتهم "، وقرأ الجمهور " السقْف " بسكون القاف، وقرأت فرقة بضم القاف وهي لغة فيه، وقرأ الأعرج " السُّقُف " بضم السين والقاف، وقرأ مجاهد " السُّقْف " بضم السين وسكون القاف، وقوله ﴿ ثم يوم القيامة ﴾ الآية، ذكر الله تعالى في هذه الآية المتقدمة حال هؤلاء الماكرين في الدنيا، ثم ذكر في هذه حالهم في الآخرة وقوله ﴿ يخزيهم ﴾ لفظ يعم جميع المكاره التي تنزل بهم، وذلك كله راجع إلى إدخالهم النار، وهذا نظير قوله ﴿ ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته ﴾ [ آل عمران : ١٩٢ }. وقوله أين شركائي } توبيخ لهم وأضافهم إلى نفسه في مخاطبة الكفار أي على زعمكم ودعواكم، قال أبو علي : وهذا كما قال الله تعالى حكاية ﴿ ذق إنك أنت العزيز الكريم ﴾ [ الدخان : ٤٩ ] وكما قال ﴿ يا أيها الساحر ادع لنا ربك ﴾ [ الزخرف : ٤٩ ].
قال القاضي أبو محمد : والإضافات تترتب معقولة وملفوظاً بأَرَق سبب، وهذا كثير في كلامهم، ومنه قول الشاعر :
إذا قلت قدني قال تالله حلفة... لتغني عني ذا إنائك أجمعا