وأجاز الزمخشري أن يكون صفة لرجال أي : رجالاً ملتبسين بالبينات فيتعلق بمحذوف، وهذا وجه سائغ، لأنه في موضع صفة لما بعد : إلا، فوصف رجالاً بيوحى إليهم، وبذلك العامل في بالبينات كما تقول : ما أكرمت إلا رجلاً مسلماً ملتبساً بالخير.
وأجاز أيضاً أن يتعلق بيوحى إليهم، وأن يتعلق بلا يعلمون.
قال : على أنّ الشرط في معنى التبكيت والإلزام كقول الأجير : إن كنت علمت لك فاعطني حقي، وقوله : فاسألوا أهل الذكر، اعتراض على الوجوه المتقدمة يعني : من التي ذكر غير الوجه الأخير.
وأنزلنا إليك الذكر : هو القرآن، وقيل له ذكر لأنه موعظة وتبيه للغافلين.
وقيل : الذكر العلم ما نزل إليهم من المشكل والمتشابه، لأن النص والظاهر لا يحتاجان إلى بيان.
وقال الزمخشري : مما أمروا به ونهوا عنه، ووعدوا وأوعدوا.
وقال ابن عطية : لتبين بسردك بنص القرآن ما نزل إليهم.
ويحتمل أن يريد لتبين بتفسيرك المجمل وشرحك ما أشكل، فيدخل في هذا ما تبينه السنة من أمر الشريعة، وهذا قول مجاهد انتهى.
ولعلهم يتفكرون أي : وإرادة أن يصغوا إلى تنبيهاته فيتنبهوا ويتأملوا. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon