والخامس : أنه تعالى أضاف التزيين إلى الشيطان ولو كان ذلك المزين هو الله تعالى لكانت إضافته إلى الشيطان كذباً.
وجوابه : إن كان مزين القبائح في أعين الكفار هو الشيطان، فمزين تلك الوساوس في عين الشيطان إن كان شيطاناً آخر لزم التسلسل.
وإن كان هو الله تعالى فهو المطلوب.
ثم قال تعالى :﴿فَهُوَ وَلِيُّهُمُ اليوم﴾ وفيه احتمالان : الأول : أن المراد منه كفار مكة وبقوله :﴿فَهُوَ وَلِيُّهُمُ اليوم﴾ أي الشيطان ويتولى إغواءهم وصرفهم عنك، كما فعل بكفار الأمم قبلك فيكون على هذا التقدير رجع عن أخبار الأمم الماضية إلى الأخبار عن كفار مكة.
الثاني : أنه أراد باليوم يوم القيامة، يقول فهو ولي أولئك الذين كفروا يزين لهم أعمالهم يوم القيامة، وأطلق اسم اليوم على يوم القيامة لشهرة ذلك اليوم، والمقصود من قوله :﴿فَهُوَ وَلِيُّهُمُ اليوم﴾ هو أنه لا ولي لهم ذلك اليوم ولا ناصر، وذلك لأنهم إذا عاينوا العذاب وقد نزل بالشيطان كنزوله بهم، ورأوا أنه لا مخلص له منه، كما لا مخلص لهم منه، جاز أن يوبخوا بأن يقال لهم : هذا وليكم اليوم على وجه السخرية. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٠ صـ ٤٦ ـ ٥١﴾