وقال ابن جبير، ومجاهد، وابن أبي هند : مفرطون مخلفون متروكون في النار من أفرطت فلاناً خلفى إذا خلفته ونسيته.
قال أبو البقاء : تقول العرب أفرطت منهم ناساً أي خلفتهم ونسيتهم.
وقرأ أبو جعفر : مفرطون مشدداً من فرط أي : مقصرون مضيعون.
وعنه أيضاً : فتح الراء وشدها أي، مقدمون من فرطته المعدى بالتضعيف من فرط بمعنى : تقدم.
ثم أخبر تعالى بإرسال الرسل إلى أمم من قبل أممك، مقسماً على ذلك ومؤكداً بالقسم وبقد التي تقتضي تحقيق الأمر على سبيل التسلية للرسول ( ﷺ ) لما كان يناله بسبب جهالات قومه ونسبتهم إلى الله ما لا يجوز، فزين لهم الشيطان أعمالهم من تماديهم على الكفر، فهو وليهم اليوم حكاية حال ماضية أي : لا ناصر لهم في حياتهم إلا هو، أو عبر باليوم عن وقت الإرسال ومحاورة الرسل لهم، أو حكاية حال آتية وهي يوم القيامة.
وأل في اليوم للعهد، وهو اليوم المشهود، فهو وليهم في ذلك اليوم أي : قرينهم وبئس القرين.
والظاهر عود الضمير في وليهم إلى أمم.
وقال الزمخشري : ويجوز أن يرجع الضمير إلى مشركي قريش، وأنه زين للكفار قبلهم أعمالهم، فهو ولي هؤلاء لأنهم منهم.
ويجوز أن يكون على حذف المضاف أي : فهو ولي أمثالهم اليوم انتهى.
وهذا فيه بعد، لاختلاف الضمائر من غير ضرورة تدعو إلى ذلك، ولا إلى حذف المضاف. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٥ صـ ﴾