وقال أبو السعود :
﴿ وأوحى رَبُّكَ إلى النحل ﴾
أي ألهمها وقذف في قلوبها وعلّمها بوجوه لا يعلمها إلا العليمُ الخبير وقرى بفتحتين ﴿ أَنِ اتخذى ﴾ أي بأن اتخذي على أنّ أنْ مصدريةٌ ويجوز أن تكون مفسرةً لما في الإيحاء من معنى القول، وتأنيثُ الضمير مع أن النحلَ مذكر للحمل على معنى الجمع أو لأنه جمعُ نحلة، والتأنيثُ لغة أهل الحجاز ﴿ مِنَ الجبال بُيُوتًا ﴾ أي أوكاراً مع ما فيها من الخلايا، وقرىء بيوتاً بكسر الباء ﴿ وَمِنَ الشجر وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ﴾ أي يعرِشه الناسُ أي يرفعه من كرْم أو سقف، وقيل : المرادُ به ما يرفعه الناسُ ويبنونه للنحل، والمعنى اتخذي لنفسك بيوتاً من الجبال والشجر إذا لم يكن لك أرباب وإلا فاتخذي ما يعرِشونه لك، وإيرادُ حرفِ التبعيض لما أنها لا تبنى في كل جبل وفي كل شجر وكل عرش ولا في كل مكان منها.