وقال أبو حامد الغزالي في " المقصد الأسنى" : الحكيم ذو الحكمة والحكمة عبارة عن المعرفة بأفضل الأشياء، فأفضل العلوم العلم بالله وأجل الأشياء هو الله وقد سبق أنه لا يعرفه كنه معرفته غيره وجلالة العلم بقدر جلالة المعلوم فهو الحكيم الحق لأنه يعلم أجل الأشياء بأجل العلوم إذ أجل العلوم هو العلم الأزلي القديم الذي لا يتصور زواله المطابق للمعلوم مطابقة لا يتطرق إليها خفاء، ولا شبهة ولا يتصور ذلك إلا في علم الله ا ه.
وسيجىء الكلام على الحكمة عند قوله تعالى :﴿يؤتي الحكمة من يشاء﴾ [ البقرة : ٢٦٩ ].
و﴿أنت﴾ في ﴿إنك أنت العليم الحكيم﴾ ضمير فصل، وتوسيطه من صيغ القصر فالمعنى قصر العلم والحكمة على الله قصر قلب لردهم اعتقادهم أنفسهم أنهم على جانب من علم وحكمة حين راجعوا بقولهم :﴿أتجعل فيها من يفسد فيها﴾ [ البقرة : ٣٠ ] أو تنزيلهم منزلة من يعتقد ذلك على الاحتمالين المتقدمين، أو هو قصر حقيقي ادعائي مراد منه قصر كمال العلم والحكمة عليه تعالى. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١ صـ ٤٠١ ـ ٤٠٢﴾