روى الصحيح عن جُبير بن مُطْعِم قال قال رسول الله ﷺ :" لا حِلْف في الإسلام وأيُّما حِلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدّة " يعني في نصرة الحق والقيام به والمواساة.
وهذا كنحو حِلف الفُضُول الذي ذكره ابن إسحاق قال : اجتمعت قبائل من قريش في دار عبد الله بن جُدْعان لشرفه ونسبه، فتعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو غيرهم إلا قاموا معه حتى تُرَدّ عليه مَظْلِمته ؛ فسمت قريش ذلك الحِلف حِلْفَ الفضول، أي حلف الفضائل.
والفضول هنا جمع فضل للكثرة كفلس وفلوس.
روى ابن إسحاق عن ابن شهاب قال قال رسول الله ﷺ :" لقد شهدت في دار عبد الله بن جُدْعانِ حلفاً ما أحِبّ أن لي به حُمْر النَّعَم لو أدعى به في الإسلام لأجبت " وقال ابن إسحاق : تحامل الوليد بن عُتبة على حسين بن عليّ في مال له، لسلطان الوليد فإنه كان أميراً على المدينة ؛ فقال له حسين بن عليّ : أحلِفُ بالله لَتُنْصِفَنّي من حقي أو لآخذنّ سيفي ثم لأقومنّ في مسجد رسول الله ﷺ ثم لأدعونّ بحِلف الفضول.
قال عبد الله بن الزبير : وأنا أحلف والله لئن دعانا لآخذن سيفي ثم لأقومنّ معه حتى ينتصف من حقه أو نموت جميعاً.
وبلغت المِسْوَرَ بن مَخْرمة فقال مثل ذلك.
وبلغت عبدَ الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي فقال مثل ذلك.
فلما بلغ ذلك الوليدَ أنصفه.


الصفحة التالية
Icon