وقال أبو حيان :
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ }
النقض ضد الإبرام، وفي الجرم فك أجزائه بعضها من بعض.
التوكيد : التثبيت ويقال : توكيد، وتأكيد، وهما لغتان.
وزعم الزجاج أنّ الهمزة بدل من الواو، ولبس بجيد.
لأن التصريف جاء في التركيبين فدل على أنهما أصلان.
الغزل : معروف، وفعله غزل يغزل بكسر الزاي غزلاً، وأطلق المصدر على المغزول.
﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبين لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ﴾ : عن ابن عباس في حديث فيه طول منه : أن عثمان بن مظعون كان جليس النبي ( ﷺ ) وقتاً فقال له : عثمان ما رأيتك تفعل فعلتك الغداة؟ قال :"وما رأيتني فعلت؟" قال : شخص بصرك إلى السماء ثم وضعته على يمينك فتحرفت عني إليه وتركتني، فأخذت تنغض رأسك كأنك تستفقه شيئاً يقال لك قال : أو فطنت لذلك؟ أتاني رسول الله آنفاً وأنت جالس قال : فماذا قال لك : قال لي :﴿ إن الله يأمر بالعدل ﴾ : الآية.
قال عثمان : فذلك حين استقر الإيمان في قلبي، فأحببت محمداً ( ﷺ ) لما ذكر الله تعالى.
ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء، وصل به ما يقتضي التكاليف فرضاً ونفلاً وأخلاقاً وآداباً.
والعدل فعل كل مفروض من عقائد، وشرائع، وسير مع الناس في أداء الأمانات، وترك الظلم والإنصاف، وإعطاء الحق والإحسان فعل كل مندوب إليه قاله ابن عطية.


الصفحة التالية
Icon