فلما توافينا ثبت وزلت... أي تنقلت من حال إلى حال، فاستعار لها الزلل، ومنه يقال لمن أخطأ في شيء : زل فيه، ثم توعد بعد بعذاب في الدنيا و﴿ عذاب عظيم ﴾ في الآخرة، وقوله ﴿ بما صددتم عن سبيل الله ﴾ يدل على أن الآية فيمن بايع رسول الله ﷺ، وقوله ﴿ ولا تشتروا بعهد الله ﴾ الآية، هذه آية نهي عن الرشا وأخذ الأموال على فعل ما يجب على الأخذ أو تركه، أو فعل ما يجب عليه تركه، فإن هذه هي التي عهد الله إلى عباده فيها، فمن أخذ على ذلك مالاً فقد أعطى عهد الله وأخذ قليلاً من الدنيا، ثم أخبر تعالى أن ما عنده من نعيم الجنة ومواهب الآخرة خير لمن اتقى وعلم واهتدى، ثم بين الفرق بين حال الدنيا وحال الآخرة بأن هذه تنفد وتنقضي عن الإنسان، أو ينقضي عنها، ومنن الآخرة باقية دائمة، وقرأ ابن كثير وعاصم " ولنجزين " بنون، وقرأ الباقون " وليجزين " بالياء ولم يختلفوا في قوله ﴿ ولنجزينهم ﴾ أنه بالنون، كذا قال أبو علي، وقال أبو حاتم : إن نافعاً روي عنه " وليجزينهم " بالياء، و﴿ صبروا ﴾ معناه عن الشهوات وعلى مكاره الطاعة وهذه إشارة إلى الصبر عن شهوة كسب المال بالوجوه المذكورة، وقوله ﴿ بأحسن ﴾ أي بقدر أحسن ما كانوا يعملون. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon