البطن، ثم من الرضاع إلى الفطام، فما بعده، فكيف تنكر تبديل الأحكام للمصالح ولا تنكر تبديل الأحوال لذلك، حال كون ذلك الإنزال ﴿بالحق﴾ أي الأمر الثابت الذي جل عن دعوى الافتراء بأنه لا يستطاع نقضه ﴿ليثبت﴾ أي تثبيتاً عظيماً ﴿الذين آمنوا﴾ في دينهم بما يرون من إعجاز البدل والمبدل مع تضاد الأحكام، وما فيه من الحكم والمصالح بحسب تلك الأحوال - مع ما كان في المنسوخ من مثل ذلك بحسب الأحوال السالفة - وليتمرنوا على حسن الانقياد، ويعلم بسرعة انقيادهم في ترك الألف تمام استسلامهم وخلوصهم عن شوائب الهوى ؛ ثم عطف على محل ﴿ليثبت﴾ قوله :﴿وهدى﴾ أي بياناً واضحاً ﴿وبشرى﴾ أي بما فيه من تجدد العهد بالملك الأعلى وتردد الرسول بينه وبينهم بوساطة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ﴿للمسلمين﴾ المنقادين المبرئين من الكبر الطامس للأفهام، المعمي للأحلام، ولولا مثل هذه الفوائد لفاتت حكمة تنجيمه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٤ صـ ٣١١ ـ ٣١٢﴾