وقال ابن عطية :
قوله ﴿ من عمل صالحاً ﴾
يعم جميع أعمال الطاعة، ثم قيده بالإيمان، واختلف الناس في ﴿ الحياة الطيبة ﴾ فقال ابن عباس والضحاك : هو الرزق الحلال، وقال الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : هي القناعة وهذا طيب عيش الدنيا، وقال ابن عباس أيضاً : هي السعادة، وقال الحسن البصري :" الحياة الطيبة " هي حياة الآخرة ونعيم الجنة.
قال القاضي أبو محمد : وهناك هو الطيب على الإطلاق، ولكن ظاهر هذا الوعد أنه في الدنيا، والذي أقول : إن طيب الحياة اللازم للصالحين إنما هو بنشاط نفوسهم ونيلها وقوة رجائهم، والرجاء للنفس أمر ملذ، فبهذا تطيب حياتهم وأنهم احتقروا الدنيا فزالت همومها عنهم، فإن انضاف إلى هذا مال حلال وصحة، أو قناعة فذلك كمال، وإلا فالطيب فيما ذكرناه راتب وجاء قوله ﴿ فلنحيينه ﴾ على لفظ ﴿ من ﴾، وقوله ﴿ ولنجزينهم ﴾ على معناها، وهذا وعد بنعيم الجنة، وباقي الآية بين، وحكى الطبري عن أبي صالح أنه قال : نزلت هذه الآية بسبب قوم من أهل الملل تفاخروا، وقال كل منهم ملتي أفضل، فعرفهم الله تعالى في هذه الآية أفضل الملل.
﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٩٨) ﴾


الصفحة التالية
Icon