وقال الماوردى :
قوله عز وجل :﴿ ادعُ إلى سبيل ربِّك ﴾
يعني إلى دين ربك وهو الإسلام.
﴿ بالحكمة ﴾ فيها تأويلان :
أحدهما : بالقرآن، قاله الكلبي.
الثاني : بالنبوة، وهو محتمل.
﴿ والموعظة الحسنة ﴾ فيها تأويلان :
أحدهما : بالقرآن في لين من القول، قاله الكلبي.
الثاني : بما فيه من الأمر والنهي، قاله مقاتل.
﴿ وجادلْهُم بالتي هي أحسنُ ﴾ فيه أربعة أوجه :
أحدها : يعني بالعفو.
الثاني : بأن توقظ القلوب ولا تسفه العقول. الثالث : بأن ترشد الخلف ولا تذم السلف.
الرابع : على قدر ما يحتملون. روى نافع عن ابن عمر عن النبي ﷺ أنه قال :" أمرنا معاشر الأنبياء أن نكلم الناس على قدر عقولهم
".
قوله عز وجل :﴿ وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عُوقبتم به ﴾
فيها قولان :
أحدهما : أنها نزلت في قتلى أحُد حين مثلت بهم قريش.
واختلف قائل ذلك في نسخه على قولين :
أحدهما : أنها منسوخة بقوله تعالى :﴿ واصبر وما صبرك إلا بالله ﴾
الثاني : أنها ثابتة غير منسوخة فهذا أحد القولين.
والقول الثاني : أنها نزلت في كل مظلوم ان يقتص من ظالمه، قاله ابن سيرين ومجاهد ﴿ واصبر ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : اصبر على ما أصابك من الأذى، وهو محتمل.
الثاني : واصبر بالعفو عن المعاقبة بمثل ما عاقبوا من المثلة بقتلى أُحد، قاله الكلبي.
﴿ وما صبر إلا بالله ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : وما صبر إلا بمعونة الله.
الثاني : وما صبرك إلا لوجه الله.
﴿ ولا تحزن عليهم ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : إن لم يقبلوا.
الثاني : إن لم يؤمنوا.
﴿ ولا تك في ضيقٍ مما يمكرون ﴾ قرأ بن كثير ﴿ ضيق ﴾ بالكسر وقرأ الباقون بالفتح. وفي الفرق بينهما قولان :
أحدهما : أنه بالفتح ما قل، وبالكسر ما كثر، قاله أبو عبيدة.
الثاني : أنه بالفتح ما كان في الصدر، وبالكسر ما كان في الموضع الذي يتسع ويضيق، قاله الفراء.


الصفحة التالية
Icon