الاستيقاظ من النوم للصلاة، نافلة : أي فريضة زائدة على الصلوات الخمس المفروضة عليك، والمقام المحمود : مقام الشفاعة العظمى حين فصل القضاء، حيث لا أحد إلا وهو تحت لوائه صلى اللّه عليه وسلّم، والسلطان : الحجة البينة، والنصير : الناصر والمعين، زهق : أي زال واضمحل، نأى بجانبه : أي لوى عطفه عن الطاعة وولاها ظهره، وشاكلته : أي مذهبه وطريقته التي تشاكل حاله فى الهدى والضلال، ويئوسا : أي شديد اليأس والقنوط من رحمة اللّه، وأهدى سبيلا : أي أسدّ طريقا، وأقوم منهجا.
فى المراد من الروح فى هذه الآية ثلاثة آراء :
(١) القرآن وهو المناسب لما تقدمه من قوله :" وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ " ولما بعده من قوله " وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ " ولأنه سمى به فى مواضع متعددة من القرآن كقوله " وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا " وقوله " يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ " ولأن به تحصل حياة الأرواح والعقول، إذ به تحصل معرفة اللّه وملائكته وكتبه واليوم الآخر، ولا حياة للأرواح إلا بمثل هذه المعارف.
(٢) جبريل عليه السلام وهو قول الحسن وقتادة، وقد سمى جبريل فى مواضع عدة من القرآن كقوله " نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ " وقوله " فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا "
ويؤيد هذا أنه قال فى هذه الآية " قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي " وقال جبريل " وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ " فهم قد سألوا الرسول كيف جبريل فى نفسه وكيف يقوم بتبليغ الوحى.


الصفحة التالية
Icon